السلام عليكم هذه قصه قراتها وعجبتني ارجو الاستفاده منها لان قدوتنا التي نقتدي بها هو الرسول (صلى الله عليه وسلم) الدراهم المباركة
أُهديَ لرسول الله صلّى الله عليه وآله اثنا عشر درهماً، فقال لابن عمّه الإمام عليّ عليه السّلام: يا عليّ، خذْ هذه الدراهم فاشترِ لي ثوباً ألبسُه. قال عليّ: فجئتُ به إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فنظر إليه فطلب أقلَّ منه، قائلاً: يا عليّ، غيرُ هذا أَحَبُّ إليّ، أترى صاحبَه يُقيلُنا ؟ أي أيرضى البائعُ إرجاعَه. قال عليُّ: فجئتُ إلى صاحبه فقلت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد كرِه هذا، يريد ثوباً دونه، فأقِلْنا فيه. فرَدّ عَلَيَّ الدراهم، فجئتُ بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله.
يُكمل الإمامُ عليُّ عليه السّلام تلك القصّةَ فيقول: فمشى معي رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى السوق.. فنظر إلى جاريةٍ قاعدةٍ على الطريق تبكي، فقال لها: ما شأنُكِ ؟ قالتْ: يا رسولَ الله، إنّ أهلَ بيتي أعطَوني أربعة دراهم لأشتريَ لهم بها حاجةً فضاعت، فلا أجسر أنْ أرجِعَ إليهم. فما كان من المصطفى صلّى الله عليه وآله إلاّ أنْ أعطى هذه الجارية المتحيّرة المسكينة أربعةَ دراهم، قائلاً لها بعد أنْ طمأَنَها: إرجِعي إلى أهلِكِ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثمّ يمضي صلوات الله عليه إلى السوق ليشتري قميصاً متواضعاً بأربعة دراهم، فلبسه وحمِد الله « سبحانه » أنْ كساه ثوباً جديداً، وكان قد تصدّق بأربعة دراهم على الجارية، فبقيَ عنده أربعةُ دراهم ممّا أُهديَ إليه. فلمّا خرج من السوق رأى رجلاً ليس عليه ثوب، لشدّة فقره، وهو يقول: مَنْ كساني كساه اللهُ من ثياب الجنّة. فخلع النبيُّ صلّى الله عليه وآله قميصه الذي اشتراه وكسى به ذلك السائل الفقير.
وعاد صلوات الله عليه وآله إلى السوق ليشتري بالأربعة دراهم الباقية لديه قميصاً آخر، فاشترى ذلك ولبسه وحمِد الله ورجع إلى المنزل. وإذ كان في الطريق رأى الجاريةَ نَفسَها قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها: ما لَكِ لا تأتين أهلَكِ ؟ أي: لماذا لا ترجعين إلى أهلِكِ بعد أنْ أنتهتْ مشكلةُ ضياع الدراهم ؟! فأجابته قائلةً: يا رسولَ الله، إنّي قد أبطأْتُ عليهم وأَخافُ أنْ يضربوني، فقال لها: إمشِ أمامي ودُلّيني على أهلِك. فجاء رسولُ الله صلّى الله عليه وآله حتّى وقف على باب الدار، ثمّ قال: السلامُ عليكم يا أهلَ الدار. لكنّهم لم يجيبوه، فأعاد السلام، فلم يُجيبوه أيضاً، فأعاده ثالثةً فقالوا: عليكَ السلام يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاته. وبما أنّ ردّ السلام واجب، لذا قال النبيّ صلّى الله عليه وآله لهم: ما لكم تركتُم إجابتي في أوّل السلام والثاني ؟ فقالوا: يا رسول الله سمِعنا سلامَك فأحْبَبْنا أنْ نستكثر منه. قال لهم: إنّ هذه الجاريةَ أبطأتْ عليكم، فلا تُؤاخذوها. فما كان منهم إلاّ أن قالوا له: يا رسول الله، هيّ حرّةُ لممشاك. أي أنّهم أعتقوها بعد أن كانتْ مملوكة، وذلك كرامةً لخُطُوات المصطفى صلوات الله عليه وآله إليهم.
فماذا قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وقد سُرّ بذلك ؟ قال:
ـ الحمدُ لله، ما رأيت أثنَي عَشَر درهماً أعظمَ بركةً من هذه، كسى بها عُريانيْن، وأعتق بها جارية.